فصل: الوقوف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولما ذكر إهلاك أولئك ذكر أن حالهم عن الإهلاك كان أضعف حال ليعتبر هؤلاء فقال: {ومضى مثل الأولين} أي وقع إهلاكهم الذي كان مثلًا يتمثل به من بعدهم، وذكر أيضًا في القرآن الخبر عنه بما حقه أن يشير مشير المثل بل ذكر أن من عبده الأولون واعتمدوا علهي مثل بيت العنكبوت فكيف بالأولين أنفسهم فكيف بهؤلاء، فإن الحال أدى إلى أنهم أضعف من الأضعف من بيت العنكبوت فلينتظروا أن يحل بهم مثل ما حل بأولئك، بأيدي جند الله من البشر أو الملائكة. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{في إم الكتاب} بكسر الهمزة: حمزة وعلي {إن كنتم} بالكسر: أبو جعفر ونافع وعلي وحمزة وخلف. الآخرون: بالفتح أي لأن كنتم {مهدًا}: عاصم وحمزة وعلي وخلف وروح. الباقون {مهاد} {ميتًا} بالتشديد: يزيد.
{يخرجون} من الخروج: حمزة وعلي وخلف وابن ذكوان. الآخرون: من الإخراج {ينشأ} من باب التفعيل: حمزة وعلي وخلف وحفص. الباقون: بالتخفيف والياء مفتوحة والنون ساكنة {عباد الرحمن} جمع عبد أو عابد: أبو عمرو وعاصم وحمزة وعلي وخلف، وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر {عند الرحمن} بالنون كقوله: {فالذين عند ربك} [فصلت: 38] الآخرون: {عبيد الرحمن} {أو شهدوا} بقلب همزة الإشهاد واوًا مضمومة: ورش وإسماعيل. وقرأ يزيد وقالون مثله ولكن بالمد. وقرأ المفضل بتحقيق الهمزتين. الباقون: بهمزة واحدة للاستفهام والشين مفتوحة {قال أولو} بالألف: ابن عامر وحفص والمفضل {جئناكم} يزيد.

.الوقوف:

{حم} o كوفي {المبين} o لا ومن لم يقف على {حم} وقف على {المبين} لأن القسم متعلق بما قبله وهو هذه {حم} {تعقلون} o ج {حكيم} o ط {مسرفين} o {الأولين} o {يستهزؤن} o {الأولين} o {العليم} o لا بناء على أن ما بعده وصف ولو كان نصبًا أو رفعًا على المدح فالوقف {تهتدون} o {بقدر} ج للالتفات مع الفاء {ميتًا} ج لانقطاع النظم مع تعلق التشبيه {تخرجون} o {تركبون} o لا {مقرنين} o لا لأن ما بعده من تمام المقول {لمنقلبون} o {جزءًا} ط {مبين} o ط {بالبنين} o {كظيم} o {مبين} o {إناثًا} ط {خلقهم} ط {ويسئلون} o {ما عبدناهم} ط {يحرصون} o ط {مستمسكون} o {مهتدون} o {مقتدون} o {آباءكم} ط {كافرون} o {المكذبين} o {تعبدون} o لا {سيهدين} o {يرجعون} o {مبين} o {كافرون} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قرآنا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}.
اعلم أن قوله: {حم والكتاب المبين} يحتمل وجهين الأول: أن يكون التقدير هذه حام والكتاب المبين فيكون القسم واقعًا على أن هذه السورة هي سورة حام ويكون قوله: {إِنَّا جعلناه قُرْءَانًا عَرَبِيًّا} ابتداء لكلام آخر الثاني: أن يكون التقدير هذه حام.
ثم قال: {والكتاب المبين إِنَّا جعلناه قُرْءَانًا عَرَبِيًّا} فيكون المقسم عليه هو قوله: {إِنَّا جعلناه قُرْءَانًا عَرَبِيًّا} وفي المراد بالكتاب قولان أحدهما: أن المراد به القرآن، وعلى هذا التقدير فقد أقسم بالقرآن أنه جعله عربيًا الثاني: أن المراد بالكتاب الكتابة والخط أقسم بالكتابة لكثرة ما فيها من المنافع، فإن العلوم إنما تكاملت بسبب الخط فإن المتقدم إذا استنبط علمًا وأثبته في كتاب، وجاء المتأخر ووقف عليه أمكنه أن يزيد في استنباط الفوائد، فبهذا الطريق تكاثرت الفوائد وانتهت إلى الغايات العظيمة، وفي وصف الكتاب بكونه مبينًا من وجوه الأول: أنه المبين للذين أنزل إليهم لأنه بلغتهم ولسانهم والثاني: المبين هو الذي أبان طريق الهدى من طريق الضلالة وأبان كل باب عما سواه وجعلها مفصلة ملخصة.
واعلم أن وصفه بكونه مبينًا مجاز لأن المبين هو الله تعالى وسمي القرآن بذلك توسعًا من حيث إنه حصل البيان عنده.
أما قوله: {إِنَّا جعلناه قُرْءانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ففيه مسائل:
المسألة الأولى:
القائلون بحدوث القرآن احتجوا بهذه الآية من وجوه الأول: أن الآية تدل على أن القرآن مجعول، والمجعول هو المصنوع المخلوق، فإن قالوا لم لا يجوز أن يكون المراد أنه سماه عربيًا؟ قلنا هذا مدفوع من وجهين الأول: أنه لو كان المراد بالجعل هذا لوجب أن من سماه عجميًا أن يصير عجميًا وإن كان بلغة العرب ومعلوم أنه باطل الثاني: أنه لو صرف الجعل إلى التسمية لزم كون التسمية مجعولة، والتسمية أيضًا كلام الله، وذلك يوجب أنه فعل بعض كلامه، وإذا صح ذلك في البعض صح في الكل الثاني: أنه وصفه بكونه قرآنا، وهو إنما سمي قرآنا لأنه جعل بعضه مقرونًا بالبعض وما كان كذلك كان مصنوعًا معمولًا الثالث: أنه وصفه بكونه عربيًا، وهو إنما كان عربيًا لأن هذه الألفاظ إنما اختصت بمسمياتهم بوضع العرب واصطلاحاتهم، وذلك يدل على كونه معمولًا ومجعولًا والرابع: أن القسم بغير الله لا يجوز على ما هو معلوم فكان التقدير حام ورب الكتاب المبين، وتأكد هذا أيضًا بما روي أنه عليه السلام كان يقول يا رب طه وياس ويا رب القرآن العظيم والجواب: أن هذا الذي ذكرتموه حق، وذلك لأنكم إنما استدللتم بهذه الوجوه على كون هذه الحروف المتوالية والكلمات المتعاقبة محدثة مخلوقة، وذلك معلوم بالضرورة ومن الذي ينازعكم فيه، بل كان كلامكم يرجع حاصله إلى إقامة الدليل على ما عرف ثبوته بالضرورة.
المسألة الثانية:
كلمة لعلّ للتمني والترجي وهو لا يليق بمن كان عالمًا بعواقب الأمور، فكان المراد منها هاهنا: كي أي أنزلناه قرآنا عربيًا لكي تعقلوا معناه، وتحيطوا بفحواه، قالت المعتزلة فصار حاصل الكلام إنا أنزلناه قرآنا عربيًا لأجل أن تحيطوا بمعناه، وهذا يفيد أمرين أحدهما: أن أفعال الله تعالى معللة بالأغراض والدواعي والثاني: أنه تعالى إنما أنزل القرآن ليهتدي به الناس، وذلك يدل على أنه تعالى أراد من الكل الهداية والمعرفة، خلاف قول من يقول إنه تعالى أراد من البعض الكفر والإعراض، واعلم أن هذا النوع من استدلالات المعتزلة مشهور، وأجوبتنا عنه مشهورة، فلا فائدة في الإعادة، والله أعلم.
المسألة الثالثة:
قوله: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} يدل على أن القرآن معلوم وليس فيه شيء مبهم مجهول خلافًا لمن يقول بعضه معلوم وبعضه مجهول.
ثم قال تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمّ الكتاب لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
قرأ حمزة والكسائي {أُمِّ الكتاب} بكسر الألف والباقون بالضم.
المسألة الثانية:
الضمير في قوله: {وَإِنَّهُ} عائد إلى الكتاب الذي تقدم ذكره في {أُمِّ الكتاب لَدَيْنَا} واختلفوا في المراد بأم الكتاب على قولين: فالقول الأول: إنه اللوح المحفوظ لقوله: {بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} [البروج: 22].
واعلم أن على هذا التقدير فالصفات المذكورة ههنا كلها صفات اللوح المحفوظ.
الصفة الأولى: أنه أم الكتاب والسبب فيه أن أصل كل شيء أمه والقرآن مثبت عند الله في اللوح المحفوظ، ثم نقل إلى سماء الدنيا، ثم أنزل حالًا بحسب المصلحة، عن ابن عباس رضي الله عنه: (إن أول ما خلق الله القلم، فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق) فالكتاب عنده فإن قيل وما الحكمة في خلق هذا اللوح المحفوظ مع أنه تعالى علاّم الغيوب ويستحيل عليه السهو والنسيان؟ قلنا إنه تعالى لما أثبت في ذلك أحكام حوادث المخلوقات، ثم إن الملائكة يشاهدون أن جميع الحوادث إنما تحدث على موافقة ذلك المكتوب، استدلوا بذلك على كمال حكمة الله وعلمه.
الصفة الثانية: من صفات اللوح المحفوظ قوله: {لَدَيْنَا} هكذا ذكره ابن عباس، وإنما خصه الله تعالى بهذا التشريف لكونه كتابًا جامعًا لأحوال جميع المحدثات، فكأنه الكتاب المشتمل على جميع ما يقع في ملك الله وملكوته، فلا جرم حصل له هذا التشريف، قال الواحدي، ويحتمل أن يكون هذا صفة القرآن والتقدير إنه لدينا في أم الكتاب.
الصفة الثالثة: كونه عليًا والمعنى كونه عاليًا عن وجوه الفساد والبطلان وقيل المراد كونه عاليًا على جميع الكتب بسبب كونه معجزًا باقيًا على وجه الدهر.
الصفة الرابعة: كونه حكيمًا أي محكمًا في أبواب البلاغة والفصاحة، وقيل حكيم أي ذو حكمة بالغة، وقيل إن هذه الصفات كلها صفات القرآن على ما ذكرناه والقول الثاني: في تفسير أم الكتاب أنه الآيات المحكمة لقوله تعالى: {هُوَ الذي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيات محكمات هُنَّ أُمِّ الكتاب} [آل عمران: 7] ومعناه أن سورة حام واقعة في الآيات المحكمة التي هي الأصل والأم.
ثم قال تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذكر صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
قرأ نافع وحمزة والكسائي {إِن كُنتُمْ} بكسر الألف تقديره: إن كنتم مسرفين لا نضرب عنكم الذكر صفحًا، وقيل (إن) بمعنى إذ كقوله تعالى: {وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الربا إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 278] وبالجملة فالجزاء مقدم على الشرط، وقرأ الباقون بفتح الألف على التعليل أي لأن كنتم مسرفين.
المسألة الثانية:
قال الفرّاء والزجاج يقول ضربت عنه وأضربت عنه أي تركته وأمسكت عنه وقوله: {صَفْحًا} أي إعراضًا والأصل فيه أنك توليت بصفحة عنقك وعلى هذا فقوله: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذكر صَفْحًا} تقديره: أفنضرب عنكم إضرابنا أو تقديره أفنصفح عنكم صفحًا، واختلفوا في معنى الذكر فقيل معناه أفنرد عنكم ذكر عذاب الله، وقيل أفنرد عنكم النصائح والمواعظ، وقيل أفنرد عنكم القرآن، وهذا استفهام على سبيل الإنكار، يعني إنا لا نترك هذا الإعذار والإنذار بسبب كونكم مسرفين، قال قتادة: لو أن هذا القرآن رفع حين رده أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن الله برحمته كرره عليهم ودعاهم إليه عشرين سنة إذا عرفت هذا فنقول هذا الكلام يحتمل وجهين: الأول: الرحمة يعني أن لا نترككم مع سوء اختياركم بل نذكركم ونعظكم إلى أن ترجعوا إلى الطريق الحق الثاني: المبالغة في التغليظ يعني أتظنون أن تتركوا مع ما تريدون، كلا بل نلزمكم العمل وندعوكم إلى الدين ونؤاخذكم متى أخللتم بالواجب وأقدمتم على القبيح.
المسألة الثالثة:
قال صاحب (الكشاف): الفاء في قوله: {أَفَنَضْرِبُ} للعطف على محذوف تقديره أنهملكم فنضرب عنكم الذكر.
ثم قال تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيّ في الأولين وَمَا يَأْتِيهِم مّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ} والمعنى أن عادة الأمم مع الأنبياء الذين يدعونهم إلى الدين الحق هو التكذيب والاستهزاء، فلا ينبغي أن تتأذى من قومك بسبب إقدامهم على التكذيب والاستهزاء لأن المصيبة إذا عمت خفت.
ثم قال تعالى: {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا} يعني أن أولئك المتقدمين الذين أرسل الله إليهم الرسل كانوا أشد بطشًا من قريش يعني أكثر عددًا وجلدًا، ثم قال: {ومضى مَثَلُ الأولين} والمعنى أن كفار مكة سلكوا في الكفر والتكذيب مسلك من كان قبلهم فليحذروا أن ينزل بهم من الخزي مثل ما نزل بهم فقد ضربنا لهم مثلهم كما قال: {وَكُلًا ضَرَبْنَا لَهُ الأمثال} [الفرقان: 39] وكقوله: {وَسَكَنتُمْ فِي مساكن الذين ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ} إلى قوله: {وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمثال} [إبراهيم: 45]، والله أعلم. اهـ.

.قال ابن عطية:

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قرآنا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}.
تقدم القول في الحروف في أوائل السور.
وقوله: {والكتاب} خفض بواو القسم. و: {المبين} يحتمل أن يكون من أبان الذي هو بمعنى بان، أي ظهر، فلا يحتاج إلى مفعول، ويحتمل أن يكون معدى من بان، فهذا لابد من مفعول تقديره: المبين الهدى أو الشرع ونحوه.
وقوله تعالى: {إنا جعلناه} معناه: سميناه وصيرناه، وهو إخبار عليه وقع القسم، والضمير في: {جعلناه} عائد على: {الكتاب}، و: {عربيًا} معناه: بلسانكم لئلا يبقى لكم عذر.
وقوله: {لعلكم تعقلون} ترج بحسب معتقد البشر، أي إذا أبصر المبصر من البشر هذا الفعل منا ترجى منه أن يعقل الكلام ويفهم.
وقوله تعالى: {وإنه} عطف على قوله: {إنا جعلناه} وهذا الإخبار الثاني واقع أيضًا تحت القسم. و: {أم الكتاب} اللوح المحفوظ، وهذا فيه تشريف للقرآن وترفيع.
واختلف المتأولون كيف هو في {أم الكتاب}، فقال عكرمة وقتادة والسدي وعطية بن سعيد: القرآن بأجمعه فيه منسوخ، ومنه كان جبريل عليه السلام ينزل، وهنالك هو علي حكيم. وقال جمهور الناس: إنما في اللوح المحفوظ ذكره ودرجته ومكانته من العلو والحكمة.
وقرأ جمهور الناس: {في أُم} بضم الهمزة، وقرأها بكسر الهمزة يوسف والي العراق وعيسى بن عمر.
وقوله: {أفنضرب} بمعنى: أفنترك، تقول العرب أضربت عن كذا وضربت إذا أعرضت وتركته. و: {الذكر} هنا الدعاء إلى الله والتذكير بعذابه والتخويف من عقابه، وقال أبو صالح: {الذكر} هنا هو العذاب نفسه، وقال الضحاك ومجاهد: {الذكر} القرآن.
وقوله تعالى: {صفحًا} انتصابه كانتصاب {صنع الله} [النمل: 88]، فيحتمل أن يكون بمعنى العفو والغفر للذنب، فكأنه يقول: أفنترك تذكيركم وتخويفكم عفوًا عنكم وغفرًا لإجرامكم إذ كنتم أو من أجل أن كنتم قومًا مسرفين، أي هذا لا يصلح، وهذا قول ابن عباس ومجاهد، ويحتمل قوله: {صفحًا} أن يكون بمعنى مغفولًا عنه، أي نتركه يمر لا تؤخذون بقبوله ولا بتدبر ولا تنبهون عليه، وهذا المعنى نظير قول الشاعر: الطويل:
تمر الصبا صفحًا بساكن ذي الغضا ** ويصدع قلبي إن يهب هبوبها

أي تمر مغفولًا عنها، فكأن هذا المعنى: أفنترككم سدى، وهذا هو منحى قتادة وغيره، ومن اللفظة قول كثير: الطويل:
صفوحًا فما تلقاك إلا بخيلة ** فمن ملّ منها ذلك الوصل ملّت

وقرأ السميط بن عمرو السدوسي: {صُفحًا} بضم الصاد. وقرأ نافع وحمزة والكسائي: {إن كنتم} بكسر الألف، وهو جزاء دل ما تقدم على جوابه. وقرأ الباقون والأعرج وقتادة: {أن كنتم} بفتح الألف. بمعنى من أجل أن، وفي قراءة ابن مسعود: {إذ كنتم}. والإسراف في الآية: هو الكفر والضلال البعيد في عبادة غير الله عز وجل والتشريك به.